Tuesday, January 28, 2014

اسطورة بروميثيوس

بروميثيوس أحد الجبابرة في الميثولوجيا الإغريقية، وجد البشر الأوائل أنفسهم على هذه الأرض محاطين بكم كبير من الظواهر الطبيعية الغامضة والمخيفة في كثير من الأحيان ، ونظرا لعجزهم عن فهم أو تفسير الكثير من هذه الظواهر قاموا بنسبة كل ما جهلوه إلى القوى فوق الطبيعية، أو الآلهة ... فاعتبر اليونانيون القدماء صوت الرعد مثلا " عراكا بين الآلهة " ... وفسروا طلوع الشمس كل يوم وغروبها بأنها تجر من قبل آلهة كل يوم ... وهكذا كان كان حال كل البشر.
ونظرا لعنف الطبيعة وعشوائيتها ضدهم ، فقد ولد هذا نوعا من الحدة أو العداء والخوف من تلك الآلهة التي ترسل الموت والمصائب كثيرا ، وترسل أحيانا الخير والبركة ، فسعوا إلى إرضاء تلك الآلهة المتجبرة بشتى الوسائل من العبادة والقرابين.
تجسد قصة بروميثيوس Prometheus من الميثولوجيا اليونانية هذه العلاقة بين البشر وآلهتهم أفضل تمثيل.

تعد قصة بروميثيوس واحدة من أهم القصص في الميثولوجيا الغربية إن لم تكن أهمها على الإطلاق ، وهذه القصة ترمز لمضامين ودلالات هائلة في الفكر و التاريخ الغربي.
اعتقد اليونانيون قديما بوجود عائلتين من الآلهة هما عائلة الآلهة الأوليمبية التي كان كبيرها هو زيوس ، والعائلة التي كانت قبلها وهي عائلة الجبابرة Titans.
كان التيتان جميعا محكومين من قبل زيوس وعائلته بعد حرب انتصر فيها زيوس وأقاربه على التيتان.
كلف زيوس اثنين من التيتان هما بروميثيوس و أخوه ابيمثيوس Prometheus and Epimetheus بخلق البشر وتزويدهم وجميع حيوانات الأرض بمتطلبات الحياة التي تمكنهم من البقاء.

وقام ابيميثيوس بناءعلى هذا بتزويد الحيوانات بالقوة والشجاعة والسرعة والتحمل ، وزودها بالريش والفرو والصوف وغيرها من وسائل الحماية.

ولكن عندما وصل إلى خلق الإنسان تنبه إلى أنه و بسبب تهوره قد استنفد جميع موارده ولم يعد لديه ما يمكن أن يقدمه ... ومن هنا جاء اسمه الذي يعني : "الفكرة التالية". فاضطر ابيميثيوس إلى طلب المساعدة من أخيه برميثيوس "الفكرة المقدمة" الذي أخذ على عاتقه خلق الإنسان.
والذي حصل أن بروميثيوس قد بالغ جدا في الإنعام على الإنسان وتكريمه ، فأعطاه القدرة على المشي منتصبا على رجلين كالآلهة.وهو ما لم يحصل عليه حيوان آخر من قبل.
ثم قام بروميثيوس بعمل في منتهى الجرأة ، حيث قام بسرقة النار ، التي تعني النور والمعرفة والدفء ، قام بسرقتها من الآلهة وإعطائها للبشر .مما زاد في سخط زيوس عليه أكثر.

وأخيرا قام بروميثيوس بخداع زيوس ، حيث أحضر ثورا وذبحه ، ووضع لحمه وجميع ما يؤكل منه في كومة غطاها بالأحشاء والأحشاء ...
ووضع العظام في كومة أخرى وغطاها بالدهن.
ثم خير بروميثيوس زيوس بين الكومتين ، فاختار زيوس الثانية ، و اشتد سخطه حينما علم أن كومته تحوي العظم.
ومن يومها صارت سنة أن القرابين للآلهة تحوي العظم والدهن ، بينما اللحم هو للبشر ليأكلوه.
وجزاء لبروميثيوس وتجاوزاته ، عاقبه زيوس بأن قيده بالسلاسل إلى صخرة كبيرة في القوقاز ... وسلط عليه نسرا جارحا ينهش كبده كل يوم ... ثم ينمو الكبد مجددا في الليل إلى ان أتى هيراكليس وخلصه.

14 comments: