Tuesday, January 28, 2014

أسطورة الكترا


كان لاجاممنون من كليمناسترا ثلاثة بنات هن ايفيجينا ، كريسوثيمس و ألكترا ، و ابن واحد هو أوريستوس .
فى يوم حل باريس أمير طرواده ضيفاً على مينلاوس ، و لكن الأمير الشاب خان ضيفه و أغوي هيلين زوجة مينلاوس و هرب معها عائداً الى بلاده ، كما سرق العديد من كنوزه اثناء اقامته فى قصر مينلاوس .
استنجد مينلاوس بحلفاءه لأستعادة زوجته من طرواده . على الفور هب أجاممنون لمساعدة اخيه و أستعادة هيلين
قبل الأبحار للحرب ، قام أجاممنون باغضاب الألهه أرتيمس عندما قام بقتل ظبى مقدس فى بستان محرم فيه الصيد ، و زاد على ذلك بأن ادعى فى تفاخر انه أمهر من أرتيمس فى الصيد .
اسكنت أرتيمس الرياح و لم يتمكن اسطول اسبرطه من الأبحار
كالكاس العراف أخبرأجاممنون انه لكى يرضى أرتيمس عليه أن يضحى بابنته ايفيجينا .
أرسل أجاممنون الى ابنته و اغراها بالحضور بسرعه للزواج من أخيل
و لكن عندما حضرت ايفيجينا صارحها والدها بالحقيقه و وافقت على الموت فى سبيل حرب الشرف لأسبرطه
عارضت كليمناسترا قرار أجاممنون و حاولت منعه و لكنه ارسلها بعيدا ً
بعد التضحيه بابنته تحرك الأسطول فى اتجاه طرواده
حزنت كليمناسترا على ابنتها حزناً شديداً و نمت في قلبها الكراهية تجاه أجاممنون
طالت الحرب و طال غياب أجاممنون
كانت الظروف سانحة لايجيستوس ابن ثيستيس ( ابن عم أجاممنون و قاتل أباه ) لكي ينتقم من عائلة أتريوس
استغل ايجيستوس كراهية كليمناسترا لزوجها و اوقعها في حبائله و اقام معها علاقة و انجبا طفله تدعى اريجون .
أخيراً عاد أجاممنون للوطن و قد اصطحب معه اسيرته الأميره كاسندرا ( ابنة ملك طرواده)
أخفت كليمناسترا كراهيتها لأجاممنون و التي زادت بعد عودته بصحبة كاسندرا الفاتنة ، و استقبلته بترحاب
انتظرت كليمناسترا حتى ذهب أجاممنون للراحه و الأستحمام عندها قيدته بشبكه و استدعت عشيقها ايجيستوس
محاصراً فى قيوده و عاجزاً عن الدفاع عن نفسه ، لم ينجح أجاممنون فى مقاومة قاتليه .
قام ايجيستوس و كليمناسترا بقتل أجاممنون ، و قالت كليمانترا : " لقد قتل القاتل ، لقد دفع السفاح ثمن جريمته " كان ذلك اشاره الى ذبح أجاممنون لأبنته ايفيجينا .
كما قام ايجيستوس بذبح طفلى أجاممنون و كاسندرا الرضيعين تليداموس و بيلوبس
بعد سلسله من جرائم القتل خلف ايجيستوس أجاممنون على العرش و اصبحت كليمناسترا ملكته


ألكترا و أورسيتوس الأمير الهارب :


بعد أن قتل ايجيستوس و كليمناسترا الملك أجاممنون تم تهريب الأمير الصغير أورسيتوس خارج ميسينا خوفاً من أن يقتله ايجيستوس حتى يتخلص من الوريث الشرعى لعرش أجاممنون .
تم الأنقاذ على يد خادم الأمير المخلص و يقال على يد أخته ألكترا
عاش الأمير فى فانوت على جبل برناسوس
هناك اعتنى به الملك ستروفيوس زوج اناكسيبيا ( أخت أجاممنون ) و تربى مع بيلاوس ابن الملك ستروفيوس الذى أصبح صديقه المخلص
بينما كان الأمير يكبر بعيداً عن القصر كانت ألكترا تشاطر حياتها مع أمها و زوجها قاتلى ابيها العزيز أجاممنون
لم تكن حياتها سعيده فقد كانت نار الأنتقام و الثأر تحرقها كل ليله ، بالأضافه لذلك فقد منعها ايجيستوس من الزواج خوفاً من أن تنجب ولداً ينتقم لمقتل أجاممنون عندما يكبر .
و مع ذلك لم يأمن لها ايجيستوس ، فمن يصل الى هدفه عن طريق المؤمرات و القتل يشك فى جميع من حوله
خاف ايجيستوس أن تحمل ألكترا سراً من رجل نبيل الأصل فتنجب من يحق له الأستيلاء على العرش .
للقضاء على مخاوفه و قلقه قرر ايجيستوس قتل ألكترا ، و لكن كليمناسترا منعته من ذلك الفعل ، التى خافت من مشاعر العداء و الكراهيه التى تتولد عندما يقتل ابنتها الكترا
لذلك فقد وصل ايجيستوس الى فكره عبقريه تنقذ ملكه من تهديد الكترا .
قرر أن يزوجها من رجل متواضع ليس له نسب أو أصل نبيل حتى يفقد نسبها الدم الملكى و بذلك لا يسعى أحد للأنتقام لمقتل أجاممنون .
وافقت كليمناسترا على هذا الأقتراح و تم تزويج الأميره الكترا الى فلاح بسيط
و لكن زوجها البسيط علم بتفاصيل المؤامره و مقتل أجاممنون ، كما علم حقيقة وضعه الحالى فرفض أن يستغل الوضع و يستفيد من أسم و نسب عائلة الكترا ، كما رفض أن يلمسها دون رضاها
أسى الفلاح لحال الكترا و حال أخيها أورسينوس و عاملها معامله كريمه طيبه و بذلك عاشت الكترا مع زوجها تساعده فى اعمال المنزل و مشاغل الحياه و لكنها بقت عذراء لم يمسسها أحد .
بالرغم من امتنان الكترا لزوجها الا أنها اشاعت أخبار عن سوء حالها و الهوان الذى لحق بها ليصل الى ايجيستوس عن طريق عيونه و اتباعه .
فارتاح ايجيستوس و هدأ بعد نجاح مخططه لاذلال الكترا .
عاشت الكترا سنوات طوال تنتحب أباها و تنتظر الثأر و فى نفس الوقت تعذبت من أجل حرمانها من انجاب ذريه ترث ملك أجاممنون
و لكنها كانت تعيش على أمل عودة أخيها أورسينوس من منفاه لينتقم لها و لوالده .
كانت تمضى لياليها الطويله الموحشه فى اشعال نيران الحقد و الغضب و صب اللعنات على من دنس عرش ابيها و فراشه ، على من اغتصب الملك و اتخذ من أمها الخائنه ملكه له .
عاشت الكترا فى القصر كخادمه بعد أن كانت أميرته المدللة و كرهتها أمها بسبب نحيبها المستمر الذى لا ينقطع .
و ذات مرة قامت باهانه و احتقار الملك عندما رأته يجلس على عرش ابيها مرتدياً تاجه .
اخبرتها أمها كليمناسترا أنها قتلت اباها لتحرير نفسها من زوج ظالم ، و لكن الكترا اجابتها بأن هذا عمل غادر من زوجه فاسده و مغتصب ملوث للعرش .

هددت كليمانترا ابنتها الكترا أن تحبسها أو تنفيها خارج حدود البلاد ان لم تتوقف عن النحيب و الأفتراءات الكاذبه
فأباها أجاممنون لم يكن طاهراً فقد ضحى بأحدى بناته و هى ايفيجينا
ولكن كل هذا الكلام لم يشوه صورة أجاممنون فى عقل الكترا فقد قالت لأمها : " ان كان ابى قد ضحى بايفيجينا فقد كان ذلك رغماً عنه و بسبب أحد الآلهه " .
لم تحتمل كليمناسترا المزيد و قامت بنفي الكترا الى كوخ خارج حدود المملكة حتى ترتاح من نحيبها المستمر

فى ذلك الوقت كان أورسينوس قد بلغ العشرون عاماً ، عندها امرته عرافة دلفى أن يعود الى وطنه ليثأر لأبيه المقتول .
فعاد أورسينوس بصحبة بيلاديس الى وطنه .
عندما وصل أوريستوس و صديقه ذهبا لزيارة قبر أجاممنون و هناك قابل أخته الكترا التى تعرفت عليه من ندبه لجرح قديم أعلى حاجبه
اصطحبت الكترا أخيها و صديقه الى الكوخ الذى تعيش فيه مع زوجها الفلاح خارج حدود المدينه

زاد غضب أوريستوس عندما رأى سوء حال أخته و حياتها البائسه ، فقد كان منزلها متواضع و لا تملك أى شئ لتقديمه لزوارها أو عابرى السبيل .
أرسلت الكترا زوجها لأحضار الخادم العجوز الذى انقذ حياة أوريستوس طفلاً
أخبره العجوز عن استيلاء أيجيستوس على الحكم وطلب منه أستعادة حقه الشرعى بقتل الخائن المغتصب ايجيستوس و أمه كليمناسترا التى خدعت أباه أجاممنون .
نصحهم العجوز بأن يحذروا من عيون ايجيستوس و أن يلجأوا الى الخديعه من أجل الأقتراب من القصر .
وضع أوريستوس خطه ماكره لدخول القصر ، فقد أرسل الخادم العجوز الى القصريعلن خبر موت الأمير أوريستوس خلال سباق للعربات باحتفال فى دلفى ، و ان الرسل قادمة من دلفي تحمل رماد الأمير الشاب
بعدها حضراريستوس الى القصر متنكراً فى صورة رجل عامى يحمل جره من البرونز تحتوى على رماد الأمير أورسيتوس المتوفى .
عندما سمعت كليمناسترا الأخبار تملكها الذهول و الحيرة

لم تعلم هل هو حسن طالع أم مأساه ، فقد كانت تخاف من انتقام أوريستوس لوالده ، و ها هى الأن عليها ان تحتفل بفاجعة موت ابنها .

لا عجب من ذلك فموت ابنها معناه الأطمئنان على حياتها ، فقد امضت ايام و ليالى طويله فى سهر بعد أن هجر النوم عيناها من الرعب و القلق

الخطر زال الأن بعد موت أوريستوس ، فالكترا ستجد نفسها بلا أمل بعد فقدان بطلها المنتظر و بذلك تصبح بلا دعم الا من أختها الضعيفه كريسوثيمس .

أسرعت كليمناسترا الى البلاط لمقابلة الرسل و رؤية رماد ابنها.
ما ان رأها أوريستوس حتى أعلن لها عن حقيقته و أن موعد القصاص قد حان . توسلت له كليمناسترا أن يرحمها و يبقى على حياتها قائله : " انتظر يا بنى ، اظهر بعض الرحمه على من حملتك و ارضعتك ، على من اعتطك الحياة ، اتركنى لأكبر فى السن معك "
كما اضافت محذره : " الا تخاف من الأم يا بنى ، احترس و الا طاردتك لعنتى " .
و لكن أوريستوس الذى تربى و عاش على فكرة الأنتقام و الثأر لم يتحرك قلبه لكلام أمه و طعنها طعنه قاتله .
سمعت الكترا صراخ و توسل أمها صراخ و توسل أمها و هى تقتل على يد ابنها أوريستوس فقالت : " اطعنها مرتين أن استطعت "
فى ذلك الوقت كان ايجيستوس عائداً متلهفاً لرؤية رماد أوريستوس و انتهاء مخاوفه من الثأر ، قابلته الكترا و قادته الى مكان الرسولان اللذان يحملان الجره .
دخل ايجيستوس فوجد الرسولان يقفان بجانب جثة كليمناسترا المغطاه ، طلب أوريستوس المتنكر من ايجيستوس رفع الغطاء ليرى الأمير .
رفع ايجيستوس الغطاء فوجد جثة زوجته كليمناسترا ، هنا عرف انها مكيده و انه محاصر ، قاده أوريستوس الى نفس المكان الذى قتل فيه والده أجاممنون ثم هناك و فى نفس البقعه ذبحه بلا رحمه .
 

1 comment: