Tuesday, January 28, 2014

هادبس


هاديس هو إله العالم السفلي التي تذهب إليه الأرواح البشرية بعد الموت ، إله الموت كما تزعم الأساطير الإغريقية ، وكان يحكم مملكة الأموات ، وقد أبقى الرومان على كل الأساطير المتعلقة بهاديس ، ومملكته ، ولكنهم سموه بلوتو .
سمي هاديس ، أي مانح الثروة كنايه عما تحمله باطن الارض من كنوز ، و التى هي جزء من مملكته ، وأشتهر هاديس بخوزته التي تخفيه عن الأنظار ، ومعني (هاديس) الخفي و قد سمي بهذا الأسم نسبه إلي خوزته .

هاديس هو أبن لكرونوس و ريا ، والأخ الأكبر لزيوس ، ملك الآلهة ، ورغم أهمية هاديس عندهم ، فلم تكن هناك أية طقوس خاصة به ، ولا توجد إلا أساطير قليلة عنه .
ومملكة هاديس (مملكة الأموات) منطقة محايدة مخصصة لأرواح الأشخاص الذين لا تنتظرهم عقوبة ، أو ثواب عند موتهم ، وكان الإغريق يعتقدون أنه رغم غياب العذاب عن هذه المملكة ، إلا أنها مكان ممل ، وتذهب أرواح الأشخاص الذين عاشوا حياة فاضلة ، لتعيش حياة سعيدة في الجنة الأسطورية ، أما الأرواح ذوي الأخطاء الفاحشة ، فتذهب إلى تارتاروس ، وهو مكان بعيد تحت الأرض (العالم السفلي) ، وهناك تعذب هذه الأرواح عذاباً أبدياً .
وكان الإغريق يعتقدون أن مملكة هاديس تقع تحت الأرض ، وأن فيها خمسة أنهار : (أكيرون ، وكوكيتوس ، وليثي ، وفليجيثون ، وستيكس) . وكل من هذه الأنهار يشكل جزءاً من حدود المملكة مع أراضي الأحياء .
وكان ستيكس أشهر أنهار مملكة هاديس ، فلعبور هذا النهر، كان على الروح أن تَعبُر على مركب شارون الذي كان يطلب أجراً على عمله ، ولهذا كان الإغريق يضعون قطعاً نقدية في أفواه أمواتهم قبل دفنهم ، ويقع منزل هاديس على شاطئ ستيكس ، ويحرس هذا البيت كلب بشع ، ذو رؤوس ثلاثة ، أسمه سيربيروس ، وبعد عبور النهر، يخبر كل روح عن مكانها الأبدي ثلاثة حكام : (أيكوس، ومينوس، ورادامنث) ، وتعذب أرواح مرتكبي الجرائم الفادحة ثلاثة آلهة تسمى (فيوريز أو إيرنيز) .
وأشهر أساطيرة هي أسطورة خطفة لبرسيفوني ، أبنة ديمتر ، فعندما رأى هاديس ملك العالم السفلي برسيفوني أعجب بها ، وأستدرجها بوردة عجيبة وأختطفها ، وساعده هرمس ، إلى العالم السفلي .
هنا طار صواب ديمتر ، فقد طلبت أبنتها فما وجدتها ، طافت أرجاء المعمورة وهي تسأل عن أبنتها فلم يجبها أحد كانوا جميعاً يعرفون قصة خطف برسيفوني ، ولكن من يجرؤ على البوح بهذا السر ، فمن يهرب من ملك الموت ؟! حتى سكان الأولمب لم يجرؤوا على الجهر بما يعرفون .
تركت ديمتر عملها وراحت تبحث عن أبنتها ، فأمحلت الحقول وما عادت تنبت زرعاً ولا تمنح البشر الحنطة ، فعمت المجاعة كل بني البشر وتضرعوا إلى سكان الأولمب الذين لم يعرفوا بادئ الأمر ماذا يفعلون ، فالبشرية مهددة بالمجاعة فالأنقراض ، هنا يأتي دور مربيتها "بابو" التي كانت مشهورة بالرزانة والحكمة والأحتشام .
فالناس جياع والأرض موات ، وإن أستمرت ديمتر في الإضراب عن العمل فإن البشرية سوف تنقرض ، لابد أن تبتسم ديمتر وترضى حتى تعود الأرض إلى الإخصاب وتقديم الخيرات للبشرية ، فلابد من إدخال المسرة على قلبها ، لابد من أن تبعد اليأس والقنوط عنها إنقاذاً لها وللبشرية ، روت "بابو" لها الأخبار وقصص الأبطال وتاريخ الأقوام ، فما تزحزحت عن موقفها ، غنت لها كل الأغاني المفرحة والسعيدة ، فما أزدادت إلا تقطيباً .

الناس تتضور جوعاً والأرض تشكو من الملح ، وديمتر لا تغير موقفها ، لقد أضربت عن العمل ، أخيراً راحت بابو ترقص وتغني لها ، وتروى لها النكات تلو النكات ، ومنها بعض النكات الشائنة ، فإذا ديمتر تبتسم ثم تضحك ، وعندئذ أخبرتها الشمس بقصة أبنتها ، فأشتكت إلى سكان الأولمب ، فحكموا على ملك الموت بإعادة برسيفوني نصف عام تقضيه عند ديمتر والنصف الثاني تقضيه عنده ، وبعودة برسيفوني عادت ديمتر إلى عملها وأخرجت الأرض زرعها وأمتلأت أهراء الناس بالحنطة ، وعم الفرح بين الأهلين فأقاموا لها المعابد وقدسوا أسرارها .

No comments:

Post a Comment